Admin محمد ضيوف ( صاحب المنتدى )
عدد المساهمات : 1372 نقاط : 3007 تاريخ التسجيل : 30/04/2009 العمر : 38
| موضوع: شبهة دخول اليهود والنصارى الجنة بشهادة القرآن .... الإثنين أبريل 04, 2011 8:52 pm | |
| يزعم النصارى فى إحدى شبهاتهم أن القرآن الكريم يشهد بأنهم من أهل الجنة !!!!!!!!
حيث قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
كما يزعمون تناقض هذه الآية مع قوله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
وسنرد على جهلهم بعون الله وتوفيقه ........ ---------------------------------------------------- بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
تتحدث الآيتان عن فرق تأمن من عذاب الله يوم القيامة لا خوف عليهم فى الدنيا .... ولا هم يحزنون فى الآخرة هذه الفرق هى : ---------------------------------------------------- (1) الذين آمنوا : أمة محمد الإسلامية المصدقون رسول الله فيما أتاهم به من الحق من عند الله، وإيمانهم بذلك تصديقهم به وعملهم بأوامر الله واجتنابهم نواهيه وسميت أمة محمد صلى الله عليه وسلم (مؤمنين) لكثرة إيمانهم وشدة إيقانهم، ولأنهم يؤمنون بجميع الأنبياء الماضية والغيوب الآتية والكتب المنزلة : (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ---------------------------------------------------- (2) الذين هادوا : * قيل هذا من الفعل (هاد) وهو فعل ماض ألفه منقلبة عن واو، (والمضارع يهود)، ومعناه : تاب أو مال واليهود سموا به لقولهم (إنا هدنا إليك) أي ملنا ورجعنا وتبنا إليك (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) (حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج، عن ابن جريج قال : إنما سميت اليهود من أجل أنهم قالوا) : إنا هدنا إليك)) أى لأنهم هادوا إلى الله أي تابوا عن عبادة العجل * وقال أبو عمرو بن العلاء : سموا يهودا لأنهم يتهودون أي يتحركون عند قراءة التوراة ويقولون إن السماوات والأرض تحركت حين آتى الله موسى التوراة (أيضا من الفعل هاد وهو فعل ماض ألفه منقلبة عن ياء ، (والمضارع يهيد) أى يتحرك) * وقيل اليهود من الهوادة وهي المودة فكأنهم سموا بذلك في الأصل لمودتهم بعضهم بعضا * وقيل : لنسبتهم إلى يهوذا أكبر أولاد يعقوب عليه السلام * وقيل لأن الكافرين منهم مالوا عن دين الإسلام وعن دين موسى عليه السلام ---------------------------------------------------- (3) النصارى : * قيل : هى جمع نصران ونصرانة (مثل ندمان وندمانة وسكران وسكرانة) ... سموا به لقول الحواريين : نحن أنصار الله لنصرتهم لعيسى عليه السلام (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) * وقال مقاتل : لأنهم نزلوا قرية يقال لها ناصرة * وقيل سموا بذلك لتناصرهم فيما بينهم ---------------------------------------------------- (4) الصابئون : الخارجون من دين مشهور إلى غيره، من صبوء السن والنجم، يقال صبأ فلان أي خرج من دين إلى دين آخر وصبأت النجوم إذا خرجت من مطالعها وصبأ ناب البعير إذا خرج فهؤلاء سموا به لخروجهم من دين إلى دين
والأقوال فيهم كثيرة جدااااااااا فمن العلماء من قال بكفرهم ومنهم من قال بتوحيدهم ومنهم من قال وسطا بين ذلك :
* قال الحسن والسدي : هم بين اليهود والمجوس * وقال قتادة والكلبي : هم بين اليهود والنصارى، يحلقون أوساط رءوسهم ويجبون مذاكيرهم * وقال الخليل : هم أشباه النصارى، قبلتهم مهب الجنوب، يقرون بنوح، ويقرءون الزبور، ويعبدون الملائكة * وقال المغربي، عن الصابي صاحب الرسائل : هم قريب من المعتزلة، يقولون بتدبير الكواكب * وقال مجاهد : هم قوم لا دين لهم، ليسوا بيهود ولا نصارى * وقال ابن أبي نجيح : قوم تركب دينهم بين اليهودية والمجوسية، لا تؤكل ذبائحهم * وقال ابن زيد : قوم يقولون لا إله إلا الله، وليس لهم عمل ولا كتاب، كانوا بالجزيرة والموصل * وروي عن الحسن وقتادة أيضا أنهم قوم يعبدون الملائكة، ويصلون الخمس للقبلة، ويقرءون الزبور، رآهم زياد بن أبي سفيان، فأراد وضع الجزية عنهم حتى عرف أنهم يعبدون الملائكة * وقال ابن عباس : هم قوم من اليهود والنصارى، لا تحل مناكحتهم ولا تؤكل ذبائحهم * وقال أبو العالية : قوم من أهل الكتاب، ذبائحهم كذبائح أهل الكتاب، يقرءون الزبور، ويخالفونهم في بقية أفعالهم * وقال قتادة : قوم يقرءون الزبور ويعبدون الملائكة ويصلون إلى الكعبة ويقرون بالله تعالى أخذوا من كل دين شيئا * وقال مجاهد : قوم بين المجوس واليهود والنصارى، ليس لهم دين * وقال عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن عبد الكريم : سمعت الحسن ذكر الصابئين، فقال : هم قوم يعبدون الملائكة * وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه، عن الحسن قال : أخبر زياد أن الصابئين يصلون إلى القبلة ويصلون الخمس . قال : فأراد أن يضع عنهم الجزية . قال : فخبر بعد أنهم يعبدون الملائكة * وقال أبو جعفر الرازي : بلغني أن الصابئين قوم يعبدون الملائكة، ويقرؤون الزبور، ويصلون إلى القبلة ... وكذا قال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة * وقال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال : الصابئون قوم مما يلي العراق، وهم يؤمنون بالنبيين كلهم، ويصومون من كل سنة ثلاثين يوما ويصلون إلى اليمن كل يوم خمس صلوات * وسئل وهب بن منبه عن الصابئين ، فقال : الذي يعرف الله وحده، وليست له شريعة يعمل بها ولم يحدث كفرا * وقال عبد الله بن وهب : قال عبد الرحمن بن زيد : الصابئون أهل دين من الأديان، كانوا بجزيرة الموصل يقولون : لا إله إلا الله، وليس لهم عمل ولا كتاب ولا نبي إلا قول : لا إله إلا الله ، قال : ولم يؤمنوا برسول، فمن أجل ذلك كان المشركون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه : هؤلاء الصابئون ، يشبهونهم بهم، يعني في قول : لا إله إلا الله * وقال الخليل هم قوم يشبه دينهم دين النصارى، إلا أن قبلتهم نحو مهب الجنوب، يزعمون أنهم على دين نوح عليه السلام * وحكى القرطبي عن مجاهد والحسن وابن أبي نجيح : أنهم قوم تركب دينهم بين اليهود والمجوس، ولا تؤكل ذبائحهم ، قال ابن عباس : ولا تنكح نساؤهم * وقال القرطبي : والذي تحصل من مذهبهم فيما ذكره بعض العلماء أنهم موحدون ويعتقدون تأثير النجوم، وأنها فاعلة؛ ولهذا أفتى أبو سعيد الإصطخري بكفرهم للقادر بالله حين سأله عنهم * واختار فخر الدين الرازي أن الصابئين قوم يعبدون الكواكب؛ بمعنى أن الله جعلها قبلة للعبادة والدعاء، أو بمعنى أن الله فوض تدبير أمر هذا العالم إليها، قال : وهذا القول هو المنسوب إلى الكشرانيين الذين جاءهم إبراهيم الخليل عليه السلام، رادا عليهم ومبطلا لقولهم * وقال بعض العلماء : الصابئون الذين لم تبلغهم دعوة نبي
وأظهر الأقوال، والله أعلم، قول مجاهد ومتابعيه، ووهب بن منبه : أنهم قوم ليسوا على دين اليهود ولا النصارى ولا المجوس ولا المشركين، وإنما هم قوم باقون على فطرتهم ولا دين مقرر لهم يتبعونه ويقتفونه؛ ولهذا كان المشركون ينبزون من أسلم بالصابئي ، أي : أنه قد خرج عن سائر أديان أهل الأرض إذ ذاك ----------------------------------------------------
قال السدي : (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا .....) : نزلت في أصحاب سلمان الفارسي ، بينما هو يحدث النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذكر أصحابه ، فأخبره خبرهم ، فقال : كانوا يصومون ويصلون ويؤمنون بك ، ويشهدون أنك ستبعث نبيا ، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم ، قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : يا سلمان ، هم من أهل النار . فاشتد ذلك على سلمان ، فأنزل الله هذه الآية وقد بين الله تعالى أن من أحسن من الأمم السالفة وأطاع ، فإن له جزاء الحسنى ، وكذلك الأمر إلى قيام الساعة ؛ كل من اتبع الرسول النبي الأمي فله السعادة الأبدية ، ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه ، ولا هم يحزنون على ما يتركونه ويخلفونه ، كما قال تعالى : (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) …. وكما تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ---------------------------------------------------- وهذه الآية لا تناقض ولا تنافى آية : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .... بل بالحقيقة هى تعضدها !!!!
فلقد أنزل الله تعالى الإنجيل مصدقا لما بين يديه من التوراة .... وأنزل القرآن مهيمنا عليهما ... فالدين كله فى جوهره واحد لا يتغير فى أساسه (لا إله إلا الله) :
(إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)) المائدة
وقد أخذ اللهُ عهدًا وميثاقا على جميعِ الأنبياءِ والمرسلين من لدن آدمَ صلى الله عليه وسلم إلى المسيحِ صلى الله عليه وسلم أن إذا ظهر النبيُّ العربي محمدٌ صلى الله عليه وسلم وأدركتموه أن تتركوا ما أنتم عليه وتتبعوه وتنصروه : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82)) آل عمران وقال صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي" مسند أحمد
* فقد كان إيمان المؤمنين الحقيقيين من اليهود : (أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى عليه السلام؛ حتى مجىء عيسى عليه السلام حيث يتوجب الإيمان به وتصديقه واتباعه فورا ... وإن من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى، فلم يدعها ولم يتبع عيسى عليه السلام كان هالكا)
* وكان إيمان المؤمنين الحقيقيين من النصارى : (أن من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنا مقبولا منه حتى مجىء محمد صلى الله عليه وسلم، فمن لم يتبع محمدا صلى الله عليه وسلم منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل كان هالكا)
فاليهود أتباع موسى عليه السلام كانوا يتحاكمون إلى التوراة في زمانهم ويؤمنون ب (لا إله إلا الله) .... فلما بعث عيسى صلى الله عليه وسلم وجب على بني إسرائيل اتباعه والانقياد له .... فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم خاتما للنبيين، ورسولا إلى جميع بني آدم على الإطلاق، وجب عليهم تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والكف عما عنه زجر. وهؤلاء هم المؤمنون حقا وذلك مثل حبيب النجار وقس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل والبراء السني وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي وبحيرا الراهب ووفد النجاشي فمنهم من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم (وبايعه)، ومنهم من لم يدركه ---------------------------------------------------- وخلاصة القول : أن اليهود الذين كانوا على دين موسى عليه السلام ولم يبدلوا ، والنصارى الذين كانوا على دين عيسى عليه السلام ولم يغيروا ولم يدركوا الرسول صلى الله عليه وسلم وماتوا على ذلك فهم من المؤمنين .... لأن اليهودية والنصرانية الحقة غير المحرفة كانت تشهد أن (لا إله إلا الله) ... فقد كانوا على الحق كالإسلام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم والصابئون زمن استقامة أمرهم من آمن منهم (أي من مات منهم وهو مؤمن موحد بالله قد عمل صالحا) فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم في الدنيا ولا هم يحزنون في الآخرة
فهذه الآية : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) إخبار عن أن الله تعالى لن يقبل من أحد طريقة ولا عملا إلا ما كان موافقا لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن بعثه الله بما بعثه به ، وأما قبل ذلك فكل من اتبع رسوله في زمانه والتزم بكتاب الله المنزل عليه من غير تحريف فهو على هدى مستقيم وسبيل قويم وله النجاة من النار ولا تعنى أبدا دخول اليهود والمسيحيين الجنة .... لأنهم أدركوا الإسلام فوجب عليهم الدخول فيه وإلا هلكوا ----------------------------------------------------
والحمد لله رب العالمين .....
| |
|